السؤال الذي يطرح نفسه في موازاة هذا الفشل: ماذا بعد؟ واما الجواب البديهي لهذا السؤال القلق، فتتقاطع حوله مختلف التوجهات السياسية على التأكيد بأنّ لبنان وسط ما يبدو انه قرار نهائي بتفشيل تشكيل الحكومة، بات مشرّعاً على احتمالات صعبة، وأطراف المعركة الحكومية يحشدون، او بالأحرى هم حشدوا ذخائرهم السياسية وغير السياسية لفترة طويلة من الاشتباك، الا اذا استطاعت مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري قطع الطريق على التوترات المنتظرة وما قد يترتب عليها من تداعيات خطيرة في السياسة ومزيد من الانهيار الاقتصادي والنقدي والمعيشي، خصوصاً ان هذه المبادرة هي وحدها المطروحة جديا كمخرج للأزمة، وترتكز على آلية حل متوازن تفضي الى حكومة اختصاصيين لا سياسيين توافقية (بمعزل عن عددها) وفق المبادرة الفرنسية، ولا ثلث معطلا فيها لأي طرف. ولعل الشرط الاساس للنجاح الفوري لهذه المبادرة متوقف على الموافقة على اخراج “الثلث المعطل” من الطريق، ومن شأن ذلك أن يشكل الكلمة السحرية المنتظرة لفتح باب المغارة المحبوسة فيها هذه الحكومة منذ اشهر طويلة.
