بقلم جورج وهبة
لكلّ استحقاق إنتخابي شعاراته وحساباته.المنية، في الإستحقاق القادم، تختلف جذرياً عن إستحقاق 2018.غابت العناوين السياسية مع عزوف الرئيس سعد الحريري، كما غاب العصب العائلي مع تعدّد المرشحين “الأقوياء” في العائلة الواحدة، فلم تعد تُحتسب الأصوات التفضيلية بتعداد أصوات العائلة الواحدة.العائلات الكبيرة توزّعت أصواتها على عدّة مرشحين، لكل منهم حيثيّته، ويفترض أن تكون له شعاراته.فأيّ أسماء، وأيّ شعارات قد تتوافق مع عناوين المرحلة الجديدة الخارجة من رحم 17 تشرين ومن رحم السقوط الإجتماعي المدوي لمختلف طبقات الناس؟الأسماء المعهودة (النائب عثمان علم الدين، النائب السابق كاظم الخير والمرشح كمال الخير) لن تكون عناوين معركتهم سهلة كما كانت من ذي قبل:لا 8 ولا 14 أذار، لا تيار مستقبل ولا معارضي التيار، لا شعارات سيادية ولا ممانعة..فالوضع مفتوح حتماً على كلام جديد لا يشبه الخيارات التقليدية التي اتسمت بها سنوات ما بعد 2005.نحن بالضرورة أمام خطاب نوعي حديث:هل من يمثله في هذا القضاء؟ التنمية عنوان أساسي في المرحلة القادمة، كما هي عناوين محاربة الفساد وقيام الدولة القويّة العادلة على كامل الأراضي اللبنانية: هل من يقدر على تحمّل هذه الأعباء قولاً وفعلاً؟ندخل، على عجل، في السير الذاتية لبعض المرشحين المحتملين، بما يمثلونه وبما يمكن أن يقدموه؟لا شكّ أنّ لشباب 17 تشرين مكانة، رغم ضبابية الخطاب الذي يقدّمونه.”كلّن يعني كلّن” قد يكون له بريقه وجمهوره، ولكنّه يبقى محدوداً حتى إشعار أخر.الإنتخابات أعداد أصوات وربح وخسارة.وإذا كان إسم الدكتور محمد علم الدين يتردّد في هذه الأوساط، فأيّ مساحة يمكن له أن يحتلّ؟ فالشعار السياسي رنّان، لكنّ أفاق التنمية معدومة.صاحب مشروع الميرادور قدّم نموذجاً حيّاً ناجحاً باعتراف العين المجرّدة وباعتراف واقع الحال المنتصب على سفوح جبل تربل.أحمد الدوري علم الدين لا يأتي من فراغ ولا من مجرّد شعارات، بل هو واقع معاش ملموس، يستطيع بقليل من الكلام المسيّس أن يصل إلى الكثير من تطلّعات وحاجات الناس، وإلى التنمية مُقرناً الفعل بالقول.هو علامة واعدة، وربّما بانتظار خطابه المتكامل الذي لن يكون غريباً عن بيئته وبيئة أهله!ثمّة أسماء أخرى: أحمد الخير.هو يقدّم خطاباً متداولاً، ويسعى إلى ملامسة التنمية.يحتاج إلى جهد أكبر للمنافسة وسط تعدّد الخيارات والإمكانيات.بالطبع هناك أيضاً وجوه أخرى لم تتبلور، بعد، ملامحها على الساحة المنياوية، إلّا أنّ السباق لا ينتظر أحداً.أيام الإستحقاق باتت معدودة، ولا بدّ من تظهير حالة كلّ مرشح..حتى يُبنى على الشيء مقتضاه.الإنتخابات قاب قوسين، والمطلوب الكثير من الأفعال، لأنّنا حكماً أمام معركة من نوع جديد، لن تنفع فيها الأساليب التقليدية القديمة!